في ظل الوضعية الحرجة التي يمر منها الوداد الرياضي، والتي تسببت في غليان شديد بالقلعة الحمراء إثر توالي سلسلة من النتائج السلبية، وكذا الإقصاء المبكر من منافسات كأس العرش، اضطر الرئيس “هشام آيت منا” إلى التحرك بحثًا عن حلول عاجلة، قصد وقف هذا النزيف الذي ولّد غضبًا عارمًا بين جميع مكونات الفريق، التي طالبته بالرحيل بمعية المدرب “موكوينا” وطاقمه التقني.
وارتباطًا بالموضوع، أشارت مصادر مقربة من “آيت منا” إلى أن هذا الأخير بادر، أمس الاثنين، إلى عقد اجتماع وصفته بـ”الطارئ” مع الإطار الوطني “محمد أمين بنهاشم”، تكلل بانتزاع موافقة هذا الأخير على تولي منصب مدير رياضي لفريق الوداد الرياضي، موضحة أن القرار سيتم الإعلان عنه خلال الساعات القليلة المقبلة.
هذه الخطوة التي أقدم عليها “آيت منا”، جاءت في وقت بالغ الحساسية، اتسم بإقصاء مخيب من كأس العرش، وتراجع الفريق إلى المركز الرابع في الترتيب العام للدوري الاحترافي، الأمر الذي يهدد أيضًا بحرمانه من المشاركة في عصبة الأبطال الإفريقية، في حال فشله في احتلال المركز الثاني، بسبب المنافسة القوية مع فريق الجيش الملكي، الذي تفصله عنه نقطتان فقط.
وبحسب ذات المصادر، يعوّل “آيت منا” على خبرة وتجربة “بنهاشم” للمساهمة في تصحيح مسار الفريق الأحمر، والعمل جنبًا إلى جنب مع المدرب الجنوب إفريقي “رولاني موكوينا” من أجل تقويم كل الاختلالات التي حالت دون تحقيق النتائج المرجوة.
في مقابل ذلك، أثار التعيين “المرتقب” سيلًا من التساؤلات في صفوف جماهير الوداد، ضمنها طبيعة الدور الحقيقي الذي سيلعبه “بنهاشم” داخل النادي، وهل ستكون له اليد الطولى في الملفات التقنية التي كانت تتم تحت إشراف مباشر لـ”موكوينا”؟ وهل يقبل هذا الأخير بأن يشاركه الإطار المغربي صلاحيات لم تُمنح لغيره من قبل؟
جماهير الوداد، التي لم تُخفِ استياءها من نتائج الفريق، ترى أن بصمة “موكوينا” ما زالت غائبة منذ توليه قيادة الفريق، رغم الصلاحيات الواسعة التي مُنحت له، ما جعل البعض يعتبر أن تعيين “بنهاشم” ليس سوى خطوة تمهيدية لإقالة وشيكة للمدرب الجنوب إفريقي، في ظل الضغط المتزايد، والرغبة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه على مستوى الموسم، ولو عبر التأهل لدوري أبطال إفريقيا.
وعلى بُعد جولات معدودة على نهاية الموسم الحالي، يترقب أنصار الوداد كيف ستُدار المرحلة القادمة داخل القلعة الحمراء: هل سيتحول “بنهاشم” فعلاً إلى مهندس المرحلة التصحيحية؟ أم سيكون مجرد ورقة تكتيكية في معركة تكسير العظام بين إدارة الفريق وجهازه الفني؟
يُشار إلى أن “موكوينا” كان قد أبلغ إدارة النادي، برئاسة هشام آيت منا، رفضه التام لفكرة الرحيل في الوقت الراهن دون الحصول على كافة مستحقاته المالية، حيث أصر على مواصلة مهامه التقنية، على الرغم من موجة الغضب الجماهيري، والانتقادات الواسعة التي طالته بعد سلسلة من النتائج السلبية التي تكبدها الفريق خلال الفترة الأخيرة.