تعيش”القلعة الحمراء”، فترة حرجة تتسم بالغموض والتوتر، وذلك بسبب سلسلة النتائج السلبية التي حققها فريق الوداد الرياضي مؤخرًا. ولم يعد الجدل الدائر حاليًا مقتصرًا على الجانب الفني ومدى كفاءة المدرب “رولاني موكوينا”، بل تجاوز ذلك ليصل إلى كواليس تتعلق بمستحقات مالية عالقة تخص المدرب الجنوب إفريقي وطاقمه التقني. وزادت الأمور تعقيدًا بعد تسريبات داخلية ساهمت في تأجيج الوضع داخل النادي البيضاوي.
وبينما كان الجمهور يترقب قرارات حاسمة بعد الإقصاء من كأس العرش و تضاؤل حظوظ الفريق في المنافسة على المركز الثاني بالدوري الاحترافي، تسربت معلومات إلى وسائل إعلام في جنوب إفريقيا تفيد بعدم توصل “موكوينا” ومساعديه بكافة مستحقاتهم، ما أثار علامات استفهام حول توقيت نشر هذه المعطيات.
ورغم أن قضية المستحقات ليست جديدة داخل أسوار “البيت الأحمر”، فإن عودتها إلى الواجهة في هذا التوقيت بالذات (أي قبيل أيام معدودة من الديربي الحاسم أمام الرجاء المرتقب يوم 12 أبريل) تثير الشكوك حول نوايا مبيتة لا تخلو من مناورات الضغط، مشيرة إلى أن جهة ما داخل النادي تقف خلف هذه التسريبات، في محاولة لدعم موقف المدرب وتلميع صورته خارجيا، كما حدث في مناسبات سابقة عبر صفحات إفريقية موالية له.
ووفقًا لوثائق مسربة اطلع عليها موقع “أخبارنا”، فإن “موكوينا” ومساعديه حصلوا على معظم مستحقاتهم المالية، ويتبقى فقط راتب شهرين، ما ينفي الرواية التي تتحدث عن تأخر كبير في الأداءات. كما أكدت مصادر من داخل النادي أن إدارة الوداد لجأت إلى استدعاء وكيل أعمال المدرب لفهم خلفيات هذه التسريبات وتحديد الجهة المسؤولة عنها.
في المقابل، تلوح في الأفق مؤشرات تؤكد أن العلاقة بين الوداد و”موكوينا” ليست في أفضل أحوالها، وأن النادي بات يتهيأ لمرحلة ما بعد المدرب الجنوب إفريقي، حيث تعاقد فعليًا مع الإطار الوطني محمد أمين بنهاشم كمدير رياضي، في خطوة تُقرأ على أنها تمهيد لاحتمال تغيير الطاقم الفني.
وتبقى العقبة الكبرى أمام قرار الانفصال هي القيمة المالية الكبيرة لتعويض “موكوينا”، إذ تشير التقارير إلى أن إقالته ستكلف خزينة النادي نحو مليون دولار، بسبب الصيغة القانونية غير المحكمة للعقد (الشرط الجزائي)، والتي لم تمنح الوداد حرية حسم الطلاق من طرف واحد.
ورغم تصريحات المدرب التي عبّر فيها عن استعداده للرحيل في حال كان ذلك في مصلحة النادي، إلا أن تحركاته وخطابه الإعلامي يوحيان بانشغاله بأجندته الشخصية، على رأسها تحقيق حلمه بمواجهة المدرب الاسباني “بيب غوارديولا”، ضمن مونديال الاندية المقبل، ما زاد من حدة الغضب الجماهيري.
كل الأنظار تتجه الآن نحو ديربي البيضاء المرتقب، والذي قد يشكل نقطة التحول في مصير “موكوينا”، سواء بالبقاء في منصبه مؤقتًا أو فتح صفحة جديدة مع بديل جاهز في الكواليس.