أطلق علماء في الولايات المتحدة أول تجربة سريرية لزراعة الخلايا الجذعية المنوية، في خطوة طبية رائدة قد تفتح آفاقاً جديدة لعلاج العقم لدى الرجال، خاصة من فقدوا قدرتهم على إنتاج الحيوانات المنوية نتيجة أمراض مثل السرطان أو اضطرابات وراثية. وتعتمد التقنية على استخراج الخلايا الجذعية من الخصيتين قبل بدء العلاج، ثم إعادة زراعتها لاحقاً لتحفيز الجسم على إنتاج الحيوانات المنوية من جديد.
وأظهرت التجارب الأولية على الحيوانات نجاحاً ملحوظاً، حيث تمكّنت الفئران والقرود من إنتاج حيوانات منوية طبيعية والإنجاب بعد الزرع. أما في التجربة البشرية الأولى، فقد خضع شاب في العشرينيات من عمره لزراعة خلايا مجمدة منذ طفولته، دون تسجيل أي ضرر في أنسجة الخصية أو اضطراب في مستويات الهرمونات، رغم غياب نتائج فورية في إنتاج الحيوانات المنوية.
لكن رغم الإشارات الإيجابية، تبرز تحديات عدة أمام هذه التقنية، من بينها قلة عدد الخلايا القابلة للزرع، واحتمال حدوث طفرات جينية لدى بعض المرضى، إضافة إلى التساؤلات الأخلاقية المرتبطة بتجميد خلايا من أطفال صغار دون موافقة مباشرة. كما يحذّر الخبراء من الاستعجال في تعميم التقنية، مؤكدين الحاجة لمزيد من الأبحاث لضمان فعاليتها وسلامتها على المدى الطويل.
ويؤكد الأطباء أن هذه التجربة قد تغيّر مستقبل علاج العقم الذكوري إذا ما أثبتت نجاحها، خاصة أنها تتيح خياراً طبيعياً للإنجاب دون الحاجة لتقنيات التلقيح الصناعي، مما قد يشكّل تحولاً جذرياً في مجال الطب الإنجابي الحديث.