طوّر باحثون من جامعة غلاسكو في اسكتلندا نظاماً حاسوبياً متقدماً يستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بأماكن تواجد الأشخاص المفقودين في البيئات الطبيعية، مستنداً إلى تحليل سلوكيات واقعية لأشخاص فقدوا سابقاً. ويُعد هذا الابتكار نقلة نوعية في جهود البحث والإنقاذ، حيث يتيح تحديد النقاط الأكثر احتمالاً لوجود المفقودين من خلال خريطة حرارية دقيقة.
ويعتمد النظام الجديد على “وكلاء محاكيين”، تُوجّههم خوارزميات وسيناريوهات مستمدة من حالات نفسية وسلوكية متنوعة، مثل البحث عن الماء أو المسارات أو الطرق. كما يدمج النظام تقنيات مثل الطائرات بدون طيار المزودة بمستشعرات للمساعدة في المسح الجوي، مما يزيد من دقة وفعالية عمليات البحث.
وللتحقق من فعالية النموذج، أجرى الفريق تجربة محاكاة على جزيرة “أران” الإسكتلندية، حيث أظهرت النتائج تطابقاً لافتاً بين توقعات النظام وبيانات حقيقية لمواقع عُثر فيها على مفقودين، ما عزز الثقة في قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة السلوك البشري في حالات الطوارئ.
ويرى الباحثون أن هذه التقنية قابلة للتطبيق في أي بيئة طبيعية، سواء في الجبال أو الأدغال أو الصحاري، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة لدعم فرق البحث والإنقاذ حول العالم وتوفير الوقت والموارد وإنقاذ الأرواح في الحالات الحرجة.