كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة جونز هوبكنز أن السمنة، وخاصة في درجاتها المفرطة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بـ16 حالة صحية شائعة، تشمل أمراضاً مزمنة تؤثر على أجهزة متعددة في الجسم، ما يسلّط الضوء على العبء الصحي الهائل الذي تُشكّله هذه الحالة على المجتمعات.
وبحسب ما نشره موقع Medical Xpress، توصل الباحثون إلى أن السمنة تفسر 51.5% من حالات انقطاع النفس الانسدادي النومي، و36.3% من أمراض الكبد المرتبطة بخلل التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى دورها في 14% من حالات هشاشة العظام، ما يشير إلى اتساع نطاق تأثيرها على الصحة العامة.
الدراسة اعتمدت على تحليل بيانات أكثر من 270 ألف شخص ضمن برنامج “All of Us” البحثي، الذي أطلقته المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة عام 2018، وهو يُعدّ أكبر دراسة جماعية في تاريخ الأبحاث الصحية الأمريكية. وتضمّنت البيانات سجلات صحية إلكترونية، وقياسات بدنية، ومعلومات استقصائية، مما أتاح رؤية شاملة حول العلاقة بين مستويات السمنة المختلفة ومجموعة من الحالات الطبية.
وبينما أظهرت الدراسة ارتباطات قوية بين السمنة وكل من السكري من النوع 2، وانقطاع النفس الليلي، وأمراض الكبد الدهني، تم تسجيل ارتباطات أضعف مع أمراض مثل الربو، وهشاشة العظام، وأمراض القلب التصلبية.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج تُبرز الحاجة الماسة إلى إدارة فعالة للسمنة، باعتبارها خطوة وقائية قادرة على تقليل مخاطر عدد كبير من الحالات الصحية الخطيرة. كما أوضحت الدراسة أن الارتباط بين السمنة وهذه الأمراض لا يختلف كثيراً بين الجنسين أو الفئات العرقية، مما يجعلها مشكلة صحية عامة تتطلب استجابة موحدة وشاملة.